نقل موقع المصريون الإلكتروني عن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" قولها إن الشارع المصري أصبح يمتلئ بالتكهنات والأحاديث حول صحة الرئيس مبارك، والذي يحكم مصر منذ ما يقرب من 30 عامًا، وكثرت الهمسات والتعليقات الجانبية، إلا أن فئة قليلة هم من يعرفون حقيقة ما يحدث خلف بوابات القصر الرئاسي.
واعتبرت أن عدم اليقين وعدم معرفة ما يحدث حقًا هو ما ينهك المصريين، ويحول كل ظهور للرئيس مبارك إلى مسابقة وطنية في تحليل مظهره، وحديثه، وكيف يمشي، وكيف يبتسم، كما أن حقيقة أنه لم يعين نائبًا له حتى الآن أصبحت أمرًا مثيرًا للقلق في مصر وفي واشنطن أيضًا.
وأشارت إلى أنه منذ انتشار شائعات عن وفاته بعد خضوعه لعملية جراحية في ألمانيا في مارس الماضي، أصبح هناك حرص على أن يظهر الرئيس مبارك، ولو في لقطات عابرة، أمام الجماهير وهو يستقبل قادة العالم ويحضر العرض العسكري للقوات الجوية.
لكنها قالت إن "هذه الصور بالنسبة للمصريين ليست مقنعة حيث يعمل عليها عدد من خبراء التصوير وفناني التجميل من أجل الحفاظ على المظهر الجليل للرئيس البالغ من العمر 82 عامًا"، على حد زعمها.
وأضافت أن القلق إزاء صحة الرئيس مبارك يعكس المأزق في مصر، فهناك عصر ينتهي، ومستقبل غامض، مشيرة إلى أن "الدولة البوليسية التي أسسها مبارك أصبحت منتشرة في كل مكان، وارتفعت معدلات الفقر والتضخم في عهده، وأصبح الحزب الحاكم فاسد وغير ملهم، غير أن شبح الرئيس، والذي يثير السخرية والإعجاب في الوقت ذاته، كان الأمر الثابت في حياة المصريين".
وقالت إن توطيد السلطة كان السمة المميزة للرئيس مبارك، إلا أن ذلك ترك فراغًا كبيرًا، فالمصريون أصبحوا حائرين حول ما ينتظرهم في المستقبل: الاضطرابات أم التداول السلمي للسلطة، وذكرت أن المرشحين المحتملين لخلافة مبارك، هم: نجله جمال مبارك، واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات، أحد المحافظين، أو مسئول في الجيش أو أحد الأحزاب، واعتبرت أنه بغض النظر عمن سيبرز منهم، فإنه في ظل الحسابات السياسية الراهنة، سيكون في حاجة إلى دعم من الحزب الحاكم و الجيش.
ويرى النقاد- بحسب ما نقلت الصحيفة- أن الرئيس مبارك مصمم على البقاء في الحكم، فهو لم يختر الرئيس القادم، ليس علنًا على الأقل، كما أنه يبدو غير مستعد لرفع مرتبة من حوله، في حين يراهن الكثيرين على ظهور جمال مبارك نجل الرئيس في الساحة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الشكوك في مصر حول توريث الحكم.
غير أن ما زاد الجو تعقيدًا - بحسب الصحيفة- هو الانقسام في الحزب الحاكم بين الحرس السياسي القديم ورجال الأعمال والشخصيات البارزة الجديدة، ويحوم حولهم الجيش الذي يحكمه جنرالات يحتفظون بسياستهم قريبة من أوسمتهم، في حين يظل الرئيس فوق المناورات التي تحدث داخل الدائرة الداخلية للدرجة التي تدفع مسئولي الحزب للقول إن الحديث عن زعيم جديد بينما لا يزال مبارك في الحكم هو أمر شائن.
وختمت الصحيفة قائلة، إنه على الرغم من أن المدن المصرية تمتلئ بصور مبارك الشاب- في إشارة إلى الرئيس مبارك- إلا أن المصريين الآن يستطيعون أن يروا تجاعيده وضعفه وانحدار المكانة الإقليمية لبلدهم .