ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن واشنطن تشعر بالقلق البالغ حيال مستقبل مصر ما بعد الرئيس مبارك الذى لطالما اعتبرته مرساة للاستقرار فى المنطقة، وقالت إن الغموض يخيم على القصر الرئاسى بعد مضى قرابة الـ30 عاما حكم خلالهما مبارك البلاد "كأب"، ولكن كثرت الأقاويل فى جميع الأروقة حول من سيخلفه وهو الرئيس الذى رفض أن يكون له نائبا.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن تزايد حدة القلق بشأن الرئيس مبارك، وهو الحليف الأمريكى الذى حارب التشدد الإسلامى وحافظ على السلام مع إسرائيل بدأت منذ شهر مارس الماضى، عندما سافر إلى ألمانيا للخضوع لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية، وغاب عن الأعين لفترة من الوقت راجت أثناءها الكثير من الشائعات حول تدهور صحته، الأمر الذى دفعه للظهور على شاشة التليفزيون ليؤكد أنه بصحة جيدة.
ورأت الصحيفة فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان أن مخاوف الشعب المصرى بشأن الرئيس مبارك تعكس المحنة والبلبلة التى تعانى منها البلاد، فهى على شفا انتهاء حقبة من تاريخها ولكن مستقبلها لا يزال غير معلوم.
وقال فيلشمان إن الرئيس مبارك بالنسبة للشعب المصرى رجل محل إعجاب شديد ولكن فى الوقت نفسه محل جدل، فهم يحبونه لأنه استمر فى حياتهم.."لقد نشأت مع مبارك، وصورته كرئيس للبلاد لا خلاف عليها"، هكذا يقول تامر السنباطى، طبيب أسنان، كان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام عندما اعتلى الرئيس مبارك مقاليد الحكم بعد اغتيال السادات عام 1981. "فى تسعينيات القرن الماضى، بدأنا نشهد اندلاع الهجمات الإرهابية وبزوغ الإسلاميين والأشكال الأخرى من المعارضة الضعيفة وإن كانت شرعية، وعلمنا أن المعارضة شئ سىء وغير قانونى، وهناك رجل واحد قادر على محاربتهم وهو الرئيس مبارك".
وأضاف فليشمان أن الحفاظ على مقاليد السلطة لطالما كان سمة من أبرز السمات التى تميز مبارك، ولكن يلوح فى الأفق الآن فراغ معين يستشعره المصريون الحائرون والخائفون مما ينتظرهم، هل يكون بانتظارهم ثورة أم تحول سلمى لمقاليد الحكم؟
ورأت الصحيفة الأمريكية أن ما يزيد تعقيد المناخ العام هو الانقسام الذى بات ينخر فى صفوف الحزب الوطنى بين رموزه السياسية القديمة، وبين الطبقات الجديدة التى يمثلها رجال الأعمال.
ويعتقد كثيرون من المحللين أن جماعات المعارضة مثل الجبهة القومية للتغيير التى يترأسها المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، أو جماعة الإخوان المسلمين لن تمتلك القوى الكافية التى تمكنها من فرض اى تهديد ضد النظام. نعم، البرادعى ضخ الروح من جديد فى حياة المعارضة المحتضرة، ولكن انغماس البلاد فى سنوات من القمع تركها مقسمة وضعيفة.