أكد الكاتب الأمريكى اليهودى روجر كوهين معلقا على معطيات الجولة الثانية من مباحثات السلام المباشرة التى ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعقد فى شرم الشيخ بمصر أمس الثلاثاء، أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، حكومة ساخرة تخشى اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بوجود دولة إسرائيلية تعيش بسلام بالقرب من دولة فلسطينية.
وأضاف كوهين فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن واشنطن يتعين عليها إدراك أن هناك نوعاً من عدم المنطقية يسود العلاقة التى تجمع بين اليهود والفلسطينيين، عندما تجلس معهما إلى طاولة المفاوضات المباشرة، وأن المشهد السياسى فى إسرائيل تغير كثيرا، فالاقتصاد يتسم بالقوة هذه الأيام، والعنف انحسر بشكل كبير، فى الوقت الذى تحمى فيه الحواجز الإسرائيليين من الضفة الغربية وغزة.
واستشهد الكاتب بقول المؤرخ الإسرائيلى توم سيجيف "لطالما اتسم هذا المجتمع بأنه سياسى للغاية، ولكنه على ما يبدو لم يعد كذلك، فإسرائيل مرت عبر مرحلة من التغير الفعلى، والإسرائيليون لا يثقون بالساسة، ولا يؤمنون بإمكانية تحقيق السلام، فضلا عن أن قرابة المليون شخص الذين أتوا من الاتحاد السوفيتى السابق لم يساهموا فى تحقيق القيم الديمقراطية، فالديمقراطية باتت أكثر ضعفا".
وانتقد كوهين الحكومة الإسرائيلية باعتبارها نتاجاً مشوهاً للديمقراطية، ففى الوقت الذى عاد فيه نيتانياهو من البيت الأبيض بعد الاجتماع بالرئيس الأمريكى والقادة العرب لبدء جولة جديدة من المفاوضات، أعرب وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان عن رفضه لـ"صناعة السلام الدولية"، معلناً أن السلام لن "يتحقق خلال العام المقبل أو حتى الجيل القادم".
وتساءل كوهين ساخرا "ما نوع الحكومة التى يختلف فيها رئيس وزرائها مع وزير خارجيتها حول جدوى مباحثات السلام، وكيف تحدث أحدهما عن تحقيق السلام خلال عام، بينما يصفه الآخر بأنه مستحيل ولن يتحقق قبل أجيال.
ومع ذلك، رأى الكاتب أن هذه الثقافة المستحدثة والخالية من المثالية ربما تكون خلفية جيدة لاستئناف لمباحثات بين نيتانياهو وزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس فى مصر، مع وجود وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل.