أكد أبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط وعضو لجنة الحوار العربى الأوروبى، أن الدعوات لحرق المصحف فى أمريكا، تؤكد أن حوار الأديان أو الحوار الغربى المسيحى أو العربى الأوروبى "شبه مات"، معتبراً أن ما يحدث سواء من أفراد فى الغرب أو حكومات وبرلمانات أوروبا وأمريكا يمثل البيئة الحاضنة للتطرف والمغذية للعداء بين الأديان والحضارات.
ونفى ماضى، أن تكون الدعوات المتطرفة من قساوسة أمريكان أو متطرفين ستؤثر فى حد ذاتها على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين أو على الحوار الإسلامى المسيحى، إلا أن الذى يؤثر أكثر حسب قوله هو موقف الإدارات والحكومات ورد الفعل الرسمى على هذا، مشيراً إلى أن موقف مثل موقف تكريم أنجيلا ميركيل مستشارة ألمانيا للدنماركى صاحب الرسوم المسيئة للرسول "صلى الله عليه وسلم" يعد أكثر تأثيراً وأقوى من تصرف أى متطرف، موضحاً أن مواقف المتطرفين يوجد لها رد فعل عام عالمى مواجه ورفض عالمى أياً كانت دوافعه، إلا أن التأثير الحقيقى من قرارات الحكومات.
وأشار ماضى إلى أن موقف القس الأمريكى للدعوة لحرق المصحف كشف النفوس الكارهة للإسلام فى الغرب، مضيفاً أنه يتوقع أن يتم دراسة هذا فى اللقاءات المقبلة للجنة الحوار العربى الأوروبى أو الحوار الإسلامى المسيحى، إلا أنه قلل من أهمية اللجان ومثل هذه الحوارات حالياً باعتبار أن المناخ العام خاصة فى أوروبا مع قرارات الحكومات والبرلمانات، سواء فى فرنسا أو أسبانيا أو سويسرا يعطى مؤشراً قوياًَ على وجود خطوات للخلف فى هذا الاتجاه.
وكشف ماضى أن التطرف والمناخ العدائى للإسلام فى أوروبا أسوأ من أمريكا، لافتاً إلى أن أمريكا لم تتخذ موقفاً رسمياً حتى الآن من الحجاب أو النقاب أو المآذن، كما حدث فى فرنسا وهولندا وأسبانيا وغيرها، مما يعد بيئة معدة للتطرف وجاهزة لتغذية الغلو والتشدد.