نعت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية وفاة الباحث المصرى الأمريكى، فتحى عثمان عن عمر يناهز 82 عاما يوم السبت الماضى بالولايات المتحدة باعتباره صوت من أقوى أصوات الاعتدال فى الدين الإسلامى، وعلم من أعلام الفكر العربى والإسلامى المعاصر الذين أسهموا مبكراً وبشكلٍ جدىٍ فى معالجة إشكاليات الفكر التقليدى الذى يقف عند مراحل معينة فى التاريخ.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ابنة الباحث، غادة عثمان، وهى أستاذ الدراسات العربية بجامعة سان دييجو، قولها إن والدها وافته المنية بعدما أصيب بأزمة قلبية.
كتب عثمان أكثر من 25 كتاب باللغة العربية والإنجليزية، أبرزها "مفاهيم القرآن" عام 1996، وهو تعليق فريد باللغة الإنجليزية على القرآن الكريم ويعرض النص بصورة صعبة ودقيقة تتسم بالاستطراد. ويتضمن هذا الكتاب الذى نشر بمساعدة المركز الإسلامى فى جنوب كاليفورنيا، تفسير عثمان لتعاليم القرآن الرئيسية، التى تثير الجدل بالنسبة للبعض لأنهم لا يستطيعون فهمها بحسب وجه نظره، مثل دور المرأة فى الإسلام.
وقال من ناحية أخرى، ظافر دخيل، أحد مديرى مركز الشراكة بين المسلمين واليهود فى جامعة جنوب كاليفورنيا، فى مقابلة أجريت معه يوم الاثنين الماضى، إن عثمان الذى تلقى تعليمه فى جامعة القاهرة وبريستون "رأى الإسلام دينا مرنا ودينامكيا قادر على المزج بين الحداثة ومسألة حقوق الإنسان وقضايا المرآة".
ووصف دخيل كتاب عثمان بالعلامة فى تاريخ البحث الإسلامى التى جعلت القرآن أكثر يسرا وسهولة للناطقين باللغة الإنجليزية.
ومن جهة أخرى، وصف جون إيسبوزيتو، البروفيسور بجامعة جورج تاون، ومدير مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامى والمسيحى، عثمان بأنه "رائد بارز من رواد الإصلاح الإسلامى فى القرن العشرين، وله تأثير كبير داخل الدول الإسلامية يمتد من مصر إلى ماليزيا وأوروبا وأمريكا، وذلك بسبب آرائه التى تتسم بالاعتدال عند مناقشة قضايا مثل حقوق الإنسان، والتعددية الدينية، وحقوق المرآة.
ويذكر أن عثمان أسس معهد دراسة الإسلام فى العالم المعاصر، فى مؤسسة عمر بن الخطاب بلوس أنجلوس، كما كان باحثا فى جامعة جنوب كاليفورنيا