حذرت وزارة الخارجية السودانية من الحديث حول تأجيل قرار المحكمة الجنائية لمدة عام، وجددت رفضها التام له، وأبدت علمها بعدم استعداد الولايات المتحدة للنقاش حول إعفاء ديون السودان الخارجية، وأكدت أن نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه، من المقرر أن يقود وفد السودان فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك خلافاً لما تردد من أنباء من واشنطن تشير إلى أن النائب الأول رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت هو من سيقود الوفد.
وقال على كرتى وزير الخارجية حسب موقع جريده الأخبار السودانية، إن إعفاء ديون السودان تعد قضية سياسية بالدرجة الأولى، والولايات المتحدة غير مستعدة للحديث عنها على الإطلاق، مضيفاً أن نائب مدير البنك الدولى التى جاءت إلى الخرطوم قبل عدة أيام، أكدت أن السودان يعد من أكثر الدول الأفريقية تأهيلاً كى تعفى ديونه الخارجية من الناحية الفنية، "إلا أن هناك إرادة سياسية فى أمريكا تمنع حدوث المسألة".
منوهاً إلى أن أمريكا مرتبطة بقوانين تصدر عن الكونجرس تشير إلى أن السودان من الدول الراعية للإرهاب، "رغم علمها التام أن هذا بهتان وزور"، وشدد على أن التهييج الذى يتم من بعض المنظمات والناشطين فى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أعضاء الديمقراطيين والجمهوريين من (البلاك فوكس)، يدل بصورة واضحة بالنسبة للحكومة أن الولايات المتحدة لن تستطيع، حتى لو قدمت أى وعد، أن تلتزم به أو بتنفيذه، خاصة أنها قدمت مثل هذه الوعود قبل توقيع نيفاشا وأبوجا، "وفى كلتا الحالتين نقضت وعدها لتتشبث بقضية دارفور أو الهجوم على المعسكرات"، معتبراً أن القضايا هى قضايا مرحلة وليست مرتبطة بالأشياء التى من أجلها اُتخذ القرار.
واستنكر كرتى الحديث عن تأجيل قرار المحكمة الجنائية لمدة عام قائلاً "إن ذلك يعنى موافقة الحكومة على أن هناك قضية، وهو الأمر المرفوض بالنسبة لنا من الأساس"، بيد أنه عاد وأكد أن الولايات المتحدة هى الأخرى لم ولن تتقدم بمثل هذا المقترح، "لأنها تعلم أن السودان لن يقبل به".
وأوضح كرتى أن الاجتماع المقرر عقده فى نيويورك هو تشاورى ولن يخرج بقرارات محددة، والغرض منه الوقوف على آخر ما توصلت إليه الأطراف المختلفة بشأن مسألة تنفيذ اتفاقية السلام للجنوب، وإمكانية دفع المجتمع الدولى لتنفيذ ما هو أفضل، لافتاً إلى أن التشاور حول موضوع دارفور سينصب فى دعم الجهود الماضية فى استراتيجية دارفور ومفاوضات الدوحة، وقال "فى تقديرنا أن الاجتماع حسب ما وصلنا من معلومات سيكون لصالح دعم السودان والقضايا التى تحتاج لمساهمات من دول الجوار والدول الأعضاء فى مجلس الأمن"، وأردف "المؤتمر لن تكون فيه مفاجآت كبيرة، إنما هو حالة تناغم إقليمى دولى".