سجل سعر صرف الجنيه المصري ادني مستوي له أمام الدولار الأمريكي منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة وبالتحديد منذ منتصف يناير من العام 2007، حيث بلغ سعر صرف الدولار نحو571 قرشا للبيع و 568 قرشا للشراء بعدما كان قد بلغ سعر صرف الدولار نحو 529 قرشا منذ مطلع العام الحالي، وأرجع خبراء مصرفيون ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في الأسابيع الأخيرة إلي زيادة الطلب علي العملة الأمريكية من قبل المستوردين الذين سارعوا بفتح اعتمادات مستندية بالبنوك لاستيراد سلع شهر رمضان، بالإضافة الي تحول المستثمرين في سوق الصرف إلي الاستثمار في السندات الدولارية بدلا من السندات المقومة بالجنيه المصري، وأبدي الخبراء تخوفهم من هذا الانخفاض المستمر في سعر صرف الجنيه أمام الدولار منذ قرابة الشهرين، مشيرين إلي أنه سيرفع تكلفة واردات المواد الغذائية الرئيسية خاصة القمح وهو ما قد يؤدي إلي رفع معدلات التضخم بشكل كبير.
قال د.شريف دلاور الخبير الإقتصادي إنه لا يوجد قلق كبير علي السوق في الوقت الحالي من ارتفاع سعر الدولار، مشيرا إلي أن الدولار يمر بفترات موسمية يرتفع فيها سعره وهو ما يحدث الآن حيث مجيء رمضان في شهر أغسطس الذي من المفترض أنه من الشهور التي تشهد أكبر نسبة سياحة في العام أدي إلي انخفاض عدد السياح القادمين من الخارج وبالتالي انخفاض حجم الدولار في السوق، كذلك انخفاض عائد قناة السويس وتحويلات المصريين من الخارج والمعروف أنهما أكبر مورد للدولار في مصر .
وأضاف دلاور أنه لاشك أن ارتفاع الدولار إلي هذا الحد أمر مقلق بعض الشيء لكنه غيرمؤثر كما يتوقع الكثيرون وذلك لوجود احتياطي كبير لدي البنك المركزي يبلغ 35 مليار دولار، لافتا إلي أنه ربما ما كان ارتفع سعر الدولار لو قام البنك المركزي بضخ نسبة من الإحتياطي في السوق، ولكن عدم قيام البنك المركزي بهذه الخطوة يرجع إلي حفاظه علي بعض السلع الاستراتيجية التي تمثل هذه العملة لها عاملاً أساسيًا سيؤدي عدم توفره لها إلي حدوث أزمة وذلك كالقمح، مشيرا إلي أنه ليس متخوفا طالما أن هناك احتياطيًا عاليًا بهذا الحجم .
من جانبه اعتبر «أحمد قورة» ـ رئيس البنك الوطني الأسبق ـ أن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري جاء نتيجة طبيعية بعد زيادة طلب المستوردين والمستثمرين الأجانب علي العملة الأمريكية، مما أدي إلي حدوث قفزة في سعر الدولار أمام الجنيه بزيادة قدرها 40 قرشاً بعدما ارتفع سعر صرف الدولار إلي نحو 571 قرشاً، وأضاف «قورة» أن مسارعة المستوردين لفتح اعتمادات مستندية بالبنوك لاستيراد سلع شهر رمضان أدي بشكل ملحوظ إلي ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه.