وسط هدوء نسبى على الجانب الأوروبى انطلقت اليوم الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى، حيث يراقب الاتحاد الأوروبى عن بعد المفاوضات دون إصدار أى تصريحات تتعلق بها، بعد ما اعتبره الاتحاد محاولة إقصاء بشكل غير مباشر للدور الذى يلعبه فى إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
منذ الساعات الأولى لبدء الجولة الثانية غابت تصريحات المسئولين بالاتحاد الأوروبى وتصريحات وزراء خارجيات الدول الأعضاء، حيث نفت مصادر أوروبية أن يكون قد تم توجيه الدعوة إلى مسئولين بالاتحاد الأوروبى لحضور اللقاءات الثنائية أو التمهيدية قبل عقد الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بشرم الشيخ.
وأوضحت المصادر، أن التبريرات التى خرجت من الاتحاد الأوروبى عن سبب تغيبه عن إطلاق المفاوضات المباشرة بواشنطن وكون البارونة كاثرين آشتون فى زيارة إلى الصين فى ذلك الوقت ليست سوى محاولات لتهدئة الوضع، فإذا كان الاتحاد قد تلقى الدعوة فى وقت مناسب كان من الممكن أن يتم تعديل توقيت الزيارة.
وما يحدث فى الجولة الثانية من المفاوضات يأتى تأكيدًا لتلك التصريحات، حيث تغيب التمثيل الأوروبى عن تلك الجولة، حيث تقوم فرنسا الآن بالقيام بدور الوسيط فى مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل - التى تشاركها فيها الولايات المتحدة - فى محاولة من أجل استعادة مكانها فى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما دعا وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيللى حول المفاوضات المباشرة الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى إلى الابتعاد عن كل ما يهدد المفاوضات المباشرة، والحرص على تحقيق جو عام إيجابى يضمن نجاحها، مؤكداً أن بلاده تدعم المفاوضات المباشرة.
ولم تقدم أى دولة أوروبية حتى الآن عرضا لإستضافة أى جولة من الجولات القادمة للمفاوضات المباشرة، حيث لم يتعد الأمر فى بعض الدول عن الإدلاء ببيان رسمى للتعبير عن دعم المفاوضات.
ومازال الأمر يثير مشاعر الضيق لدى عدد من الدول الأوروبية بسبب ما شعرت بأنه إقصاء لدورها، رغم الدور الذى يقوم به الاتحاد الأوروبى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث يعد أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لتقديم يد العون للفلسطينيين لتخطى الأوضاع الصعبة التى يعيشونها من جراء الاحتلال والحصار الإسرائيلى لغزة.