أصبح "التحرش فى العيد" عادة راسخة فى مصر طالت الصغير قبل الكبير، وتحولت نزهة العيد إلى أحد المهام التى يستعد لها الشباب فى الشارع بالملابس الجديدة، والهدف التحرش بالفتيات، بل وصل الأمر عند البعض إلى تحديد العدد الذى سيتحرش بهم، فهل تحول التحرش فى العيد إلى مزاج شخصى أم عادة مثل الكحك وشراء الفوانيس فى رمضان؟
"المصريون حين يعتادون على شىء يستمرون عليه دون توقف"، هكذا فسرت دكتورة نعمت عوض الله، أخصائى الطب النفسى، الظاهرة التى بدأت على حد قولها منذ حادث التحرش الكبير الذى وقع فى وسط البلد منذ 5 سنوات، بعدما ما رقصت دينا أمام سينما مترو قبل عرض فيلمها، وقام الشباب بعدها بالتحرش بالفتيات، وأدى انتشار الحادث إلى ترسيخ فكرة التحرش لدى الشباب بالعيد.
وحملت عوض الله تزيين الفتيات والشباب فى العيد السبب الثانى للظاهرة، قائلة: "تخرج الفتاة للشارع مرتدية ملابس جديدة لم تعتد لبسها، وتتزين بمناسبة العيد، فبالتالى تجذب الشباب إليها".
وأوضحت أن السبب الثالث يعود إلى الضخ الإعلامى الدائر حول الجنس سواء إعلانات أو أفلام وبرامج، مما يثير رغبات الشباب ويزيد من توعيتهم بهذا الأمر، واصفة ما يحدث بالكارثة بسبب انحدار المستوى الأخلاقى عند الشباب باستخدام الألفاظ البذيئة والحركات غير الأخلاقية والإيماءات الجنسية.
من جانبه فسر الدكتور أحمد عبد الله، أخصائى الطب النفسى، الظاهرة بارتباط معظم الشباب المتحرش بالمناطق الشعبية اللذين يتدافعون إلى مناطق المهندسين ووسط البلد التى تظهر لهم، وكأنها عالم خارجى تستثير مشاعر العنف تجاههم حول الفتيات خصوصا اللاتى تقع فى نفس مستواهم الطبقى والتى تنزل إلى هذه المناطق، وغالبا ما تكون هى المناسبة الوحيدة لتنزه هذه الطبقات فى هذه الأماكن.
ويضيف "غياب المراقبة الأمنية أيام العيد، دفع الشباب إلى استغلال الازدحام وتهاون الأمن فى ألا يستطيع أحد أن يدينهم أو يفعل لهم شيئا".