كان تقديم أحزاب الائتلاف الأربعة «الوفد والتجمع والناصرى والجبهة» مطالبها بضمانات نزاهة الانتخابات للحزب الوطنى بمثابة إعلان عن استبعاد سلاح مقاطعة الانتخابات، واعتبرت قيادات الأحزاب الأربعة أن المقاطعة فقدت قوتها ولم تعد سلاحاً قوياً فى الضغط على الحكومة لإجراء انتخابات نزيهة.
قال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن سلاح المقاطعة غاب عن هذه الانتخابات لإدراك الأحزاب الكبرى، وإن المقاطعة أصعب من المشاركة لأن المقاطعة لها شروط واضحة، أبرزها إجماع القوى السياسية عليها ووجود اتجاه شعبى جارف يطالب بها مع ضمان تحقيق مكاسب سياسية، لأن من يتخيل أن المقاطعة تعنى الصمت والخمول يفتقد الفهم السياسى، مؤكداً أن الأحزاب التى تكتفى بالمقاطعة تترهل وتفقد تواجدها فى الشارع المصرى.
وتوقع زكى ألا تكون هناك استجابة من الحزب الوطنى لمطالب أحزاب الائتلاف الأربعة بتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات المقبلة، لافتاً إلى إمكانية إجراء تعديلات فى أضيق الحدود وبصور شكلية مثل تعديل تشكيل اللجنة العليا للانتخابات ليزيد فيها عدد القضاة وتعزيز دورهم فى الإشراف على الانتخابات.
وقال زكى إن التجمع سيحدد موقفه من المشاركة فى الانتخابات عقب رد فعل الحزب الوطنى على الضمانات، وبعد قرار الجمعية العمومية لحزب الوفد المقرر عقدها فى 17 سبتمبر الحالى، وأعلن أن التجمع سيعقد اجتماعاً للأمانة العامة يعرض فيه كل ما انتهت إليه الأحزاب الأخرى ليقرر أعضاء التجمع موقفهم، لافتاً إلى أن عدد الموافقين على المشاركة فى الانتخابات أكثر من المطالبين بالمقاطعة.
وقال محمد سرحان، نائب رئيس حزب الوفد، إن سلاح المقاطعة لن يجدى طالما أن هناك أحزاباً أعلنت مشاركتها مثل حزب التجمع والحزب الناصرى، مشيراً إلى أن الوفد سيعرض الأمر على الجمعية العمومية للحزب فى 17 سبتمبر المقبل، لاتخاذ قرار بالمشاركة من عدمه، موضحاً أنه يتوقع بنسبة كبيرة أن يقرر الحزب خوض الانتخابات.
وأضاف المستشار بهاء أبوشقة، المستشار السياسى لحزب الوفد، أن أحزاب الائتلاف قررت فى اجتماعها الأخير اتخاذ قرار دخول الانتخابات - من عدمه - بشكل منفرد عن كل حزب، موضحاً أن قرار الوفد سيعلن فى الجمعية العمومية.
فيما أكد الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، أن سلاح المقاطعة لن يجدى حتى ولو اتفق عليه أحزاب الائتلاف الأربعة، لأن مصر بها 24 حزباً، وإذا شاركت الـ20 المتبقية فما أهمية المقاطعة، موضحا أن المقاطعة فى هذه الحالة تكون ظاهرة. ولفت أبوالعلا إلى أن الحزب الناصرى قرر المشاركة فى الانتخابات وأنه يختار حالياً مرشحيه الذين وصلوا إلى 60 مرشحاً.
وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن سلاح المقاطعة الذى استخدم فى انتخابات 1990 أثبت عدم جدواه، ومع بداية 2004 جرت عملية فرز فى الساحة السياسية، وكشف عن تنامى تيارين الأول من داخل الأحزاب يقتنع بضرورة الإصلاح السياسى من داخل اللعبة السياسية والاشتباك معها، والثانى من التيارات السياسية المعارضة مثل كفاية وغيرها ويرفض الاشتراك فى اللعبة السياسية ويفضل التغيير من الخارج،
لافتاً إلى أن انتظار أحزاب الائتلاف الأربعة رد الحزب الوطنى على ورقة ضمانات نزاهة الانتخابات، لتبنى على هذا الرد قرارها بالمقاطعة أو المشاركة، نتيجة ضعف أدوات الضغط لدى هذه الأحزاب التى تعتمد على أسلوب رد الفعل، مؤكداً أن استجابة الحزب الوطنى لهذه الورقة ستكون شكلية ولن يقدم ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات، متوقعا أن تكون هذه الانتخابات هى الأسوأ فى تاريخ مصر من حيث العنف والفوضى والتزوير.