تفرد صحيفة الجارديان مساحة واسعة لتحقيق حول ختان الإناث تلك العادة التى مازالت منتشرة بين فتيات الجالية العربية والإفريقية فى بريطانيا على الرغم من القوانين الصارمة.
وتشير الصحيفة إلى أن حوالى 2000 فتاة فى بريطانيا سيخضعن لرعب تشويه أعضائهم التناسلية خلال عطلة هذا الصيف، لتترك ندوبا وحشية جسدية وعاطفية.
وتسرد الجارديان تجربة إحدى الفتيات التى تدعى جميلة قائلة: "مثل أى فتاة فى الـ 12 من عمرها، كانت جميلة مفعمة بالسعادة لذاهبها إلى رحلة لموطنها الأصلى، وقضاء عطلة صيف فى بلاد الشمس الساطعة، متعطشة لقراءة قصص هارى بوتر وسجين أزكابا، وكانت الحياة تغلب على روح جميلة حتى أتتها أمها".
قالت الأم: "أنت تعرفين أنه سيكون اليوم؟" وتروى الفتاة "لم أكن أعرف بالضبط ماذا سيحدث، لكننى كنت أفهم أى شيئا ما سيزال، وكنت أعتقد أنه جزء من ديننا".
ومضت الفتاة فى حديثها: "جئت إلى غرفة المعيشة، حيث يوجد حشد من النساء، واكتشفت أنهن أتين للإمساك بى وتثبيتى، ظننت أننى سأكون شجاعة فما على سوى أن استلقى وأنظر إلى سقف الحجرة والمروحة".
"لا أتذكر صرخاتى، أتذكر جيدا كم الألم والدماء التى سالت فى أرجاء الحجرة، وأتذكر إحدى النساء التى رأيتها تحمل قطعة اللحم التى قطعهتا من جسدى" أضافت جميلة.
وتشير الجارديان إلى أن نحو 500 إلى 2000 طالبة بريطانية ستخضع لهذه العادة التى تشوه أعضائهن التناسلية خلال عطلة هذا الصيف، بعض هؤلاء الفتيات سيتخذن إلى بلادهم الأصلية، ولكن عمليات أخرى من هذا القبيل تتم خلف الأبواب المغلقة فى المملكة المتحدة من قبل نساء جاليات العالم الثالث.
وهناك أربعة أنواع من ختان الإناث التى حددتها منظمة الصحة العالمية، تبدأ من إزالة جزء حتى مجموع الأعضاء التناسلية الخارجية. وتشير الأرقام إلى أن نحو 140 مليون إمراة فى العالم خضعت لعملية الختان أو كما توصفها الصحيفة "تشويه الأعضاء التناسلية"، وكذلك ما يقرب من 2 مليون معرضين لهذا الخطر كل عام، ويعيش معظم هؤلاء النساء فى الدول الأفريقية واليمن وكردستان والولايات المتحدة والسعودية وأستراليا وكندا.
وتوضح الصحيفة أن بعض النشطاء والمهنيين العاملين فى مجال معالجة الإناث الذين تعرضوا لهذه العادة الوحشية يبدو قلقهم خلال الصيف، حيث تأخذ الأسر أطفالها إلى وطنهم ويجرون لهم هذه العمليات، إذ تتوقف الدراسة فى هذه الأثناء ولا أحد يسأل عن الأطفال.
وتؤكد الجارديان أن الكتاب المقدس والقرآن وربما اليهودية نددت بهذه العادة، وفى دراسة أجريت على نساء مصريات وجد أن 50% ممن خضعن للختان لا يتمتعن بالجنس بعد الزواج.