ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الحجاب فى مصر بات أشبه بالعادة فى الآونة الأخيرة، وأصبح رمزا سياسيا ودينيا، ففى الوقت الذى يصارع فيه الغرب لقبول الحجاب، تصارع فيه المجتمعات الإسلامية لإدراك المعنى الحقيقى وراء ارتداء الحجاب.
وقالت نيويورك تايمز إن الحجاب لم يعد رمزا للتقوى أو تأكيدا على الهوية الإسلامية، رغم أن أكثر من 89% من المصريات اللائى تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 29 عاما يرتدينه، فمعناه الحقيقى ضاع مع ألوانه المتعددة التى لا تعد ولا تحصى، وهو الأمر الذى دفع عددا متزايدا من النساء إلى تغطية وجهوهن تعبيرا عن الورع والتقوى، ورفضا للحجاب باعتباره قطعة قماش "زائدة عن الحاجة".
وكشفت عشرات المقابلات التى أجريت مع الشابات المصريات عن معاناة شخصية عميقة يقعن بها عندما يحاولن إثبات اختلافهن، فغطاء الرأس فى هذا السياق لا يتعدى كونه قطعة قماش تعطى غطاء لمجتمع لا يدرى إلى أين يريد أن يذهب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هناك عددا متزايدا من السيدات يفضلن إزالة الحجاب لأنهن لا يدركن معناه الحقيقى، زينب مجدى، شابة مصرية لم يتجاوز عمرها الـ21 عاما، بدأت ترتدى الحجاب وهى فى الثانوية العامة، وتقول "حتى يومنا هذا، لا أعلم حقا لماذا أرتديه، ولكن أعتقد أنى استسلمت للضغوط، فجميع الفتيات اتجهن لارتدائه، وشعرت أن ارتداء الحجاب سيمنحنى شعور الانتماء".
وأضافت أنها ظلت تبكى أول يوم ارتدت فيه الحجاب، وأرادت أن تخلعه، ولكنها لم تستطع، حتى استجمعت شجاعتها بعد عامين ونصف لتتحدى الأعراف المجتمعية وتزيله، على حد تعبير الصحيفة.
وأكدت نيويورك تايمز أن زينب كانت "محظوظة" لقدرتها على الاختيار بحرية نسبية، فالكثير من الشابات اللائى ينتمين إلى خلفيات اجتماعية وثقافية وتعليمية أقل لا يستطعن أخذ قرار مماثل، فهن لا يملكن رفاهية الاختلاف.
ورأت الصحيفة الأمريكية أنه رغم ارتداء معظم السيدات للحجاب، إلا أنه لم يعد علامة على التميز أو التقوى، فالكثير من المحجبات الآن يرتدين الملابس الضيقة ولا يمانعن السير بجانب أصدقائهن الشباب يدا بيد.