قد يكون حلما أو كابوسا أن يتوقف العالم عن صناعة كل ما يقوم على حرق الوقود الحفرى، لكنه تخيل أطلقه أنصار الحفاظ على البيئة فى مجلة "ساينس" الأمريكية كأحد أهم 10 قضايا فى شهر سبتمبر، وناقشه – أول أمس - موقع ناشيونال جيوجرافيك الذى تساءل فى بداية تقريره "إلى أى مدى سيؤثر ذلك على الاحتباس الحرارى العالمى".
تحدث التقرير عن أحدث الدراسات قدرت أن توقف العالم عن زيادة أعداد الصناعات التى تعتمد على حرق الوقود الأحفورى مثل "السيارات – الطائرات – محطات توليد الكهرباء – الاستخدامات المنزلية"، والاكتفاء بالأعداد الموجودة حاليا سيقصر زيادة درجة الحرارة فى الفترة المقبلة من 0.5 إلى 1.2 درجة فهرنهايت، بما يساعد التحرك العالمى المعنى بتغير المناخ على اتجاهاته نحو المحافظة على النسبة التى حدد العلماء ألا تزيد عنها وهى 2 درجة مئوية لتجنب آثاره السيئة، وهو ما أيده تحالف واسع النطاق لقياس مدى جهود العالم نحو الالتزام بالاتفاق الذى أعلنوه فى مؤتمر كوبنهاجن ديسمبر الماضى.
أوضحت الدراسة أن التحكم فى ارتفاع درجة الحرارة "ما زال فى أيدينا لتحقيق هذا الهدف"، فى الوقت الذى أكدت أن الأضرار السيئة للتغير المناخى لم تأت بعد، وأن الصورة مظلمة فى ظل بناء 50 مليون سيارة جديدة فى العالم سنويا، وتوسع الصين فى استخدام الطاقة الكهربائية التى تعمل بالفحم.
وحذر المشرف على الدراسة ستيفن ديفيس – باحث المناخ بمعهد كارنيجى للعلوم فى جامعة ستانفورد بكاليفورنيا – من سرعة زيادة نسبة انبعاث ثانى أكسيد الكربون فى الجو بشكل أكبر من المتوقع، مشددا بضرورة التركيز على البنية التحتية والتى ما زالت يتجه إليها العالم، وهو ما آثار اهتمام الباحثين فى الدراسة نحو تقدير الأعمار الافتراضية لمحطات الطاقة والسيارات والمنازل الموجودة حاليا، بالإضافة إلى حساب كمية الغازات المنبعثة منها فى هذه المدة.
وتوقع الباحثون أنه فى حالة استبدال هذه الأشياء بالصناعات الخضراء التى تعتمد على الوقود الحيوى سينخفض نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو إلى صفر بحلول عام 2050.
يقول ديفيس "تصل نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى حاليا إلى 390 جزءا فى المليون والتى تعد مرتفعة للغاية، وهو ما يعد تحديا حقيقيا على العالم بألا ترتفع النسبة عن 410 أجزاء فى المليون فى الفترة القادمة".
من جانبه أوضح نيكولاس هون – خبير سياسة المناخ فى معهد ايكوفيز للاستشارات فى كولونيا بألمانيا – ضرورة التخطيط لبناء معدات جديدة تستخدم الطاقة النظيفة وقادرة على الاستخدام لفترة أطول"، واصفا العشر سنوات المقبلة بالحرجة، ومركزا على البنية التحتية التى أثارتها الدراسة لكن اختلف معها فى الإبقاء على كافة المعدات الموجودة قائلا: "هناك بعض المعدات التى يجب إغلاقها مبكرا".