زعم الكاتب والإعلامى الإسرائيلى تسيفى بارئيل، فى مقال له فى صحيفة هاآرتس، أن هجرة الشباب والعلماء المصريين من بلادهم إلى الخارج هرباً من سوء ظروفهم المعيشية التى تقف الحكومة المصرية وراءها، يمثل خطراً كبيراً على مصر ويهدد مستقبلها فى جميع المجالات الحياتية.
وقال إن الحكومة المصرية تعتبر المسئولة الأولى عن هجرة الشباب والعلماء المصريين للخارج، بدلاً من أن تستفيد بطاقة شبابها وبعلم وعقول علمائها وتستغله فى تنمية مصر، شجعتهم على الهجرة للخارج فقط من أجل أن تحصل على النقد الأجنبى "التحويلات المالية" التى يرسلونها إلى ذويهم فى مصر، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية لا تعى الخطر الذى يمثله هجرة علمائها للخارج بسبب عجزها عن توفير أى إمكانيات مادية للإنفاق عليهم وعلى البحث العلمى، لهذا أصبح رحيل العقول المصرية أمرا واقعا وفى ازدياد.
وأشار تسيفى بارئيل إلى الإحصائيات المخيفة التى تؤكد هروب الشباب المصرى إلى الخارج، سواء إلى الدول العربية أو إلى أوروبا وأمريكا، وأن ما يقرب من 700 ألف مصرى، تقدموا مؤخراً بطلبات هجرة إلى الدول الغربية، وهنا يكمن الخطر لأن معظم الشباب الذى يحاول الهروب من مصر خريجى جامعات مصرية وحاملى درجة الماجيستير والدكتوراه، ولكنهم يسعون للهجرة لعدم توفير الحكومة المصرية أى فرص عمل لهم، وهنا تتوقف حياتهم.
وذكر بارئيل أن المفارقة هنا تتضح فى أن الحكومة المصرية لا تحاول منع هؤلاء الشباب من الرحيل للخارج، بل تساعدهم وتشجعهم على مغادرة البلاد، وهذا ما تقوم به وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية التى توفر على موقعها الإلكترونى خدمة للشباب الذى يرغب فى الهجرة للخارج، تمكنهم من الاستفسار عن فرص عمل فى الخارج، ويضطر الآلاف من الشباب المصرى العاطلين إلى زيارة موقع الوزارة للبحث عن فرصة عمل بدلاً من الجلوس فى المنزل بلا عمل، كما تحدث الكاتب عن قيام الوزارة بتشجيع المصريين على الهجرة للخارج، ولكنها فى نفس الوقت لا تحمى حقوق العمالة المصرية بالخارج التى تعانى من إهدار حقوقها فى الراتب والإقامة والمعاملة التى يتلقونها كمواطنين درجة ثانية.
وأخيراً، تناول بارئيل قصة الشاب المصرى ياسر الشيخ المهاجر للخارج، والذى تعرف عليه بارئيل فى بلجيكا، حيث قال له الشيخ إنه اضطر إلى مغادرة مصر بسبب انتشار الفساد والرشوة وعدم توافر فرص عمل وبقائه عاطلا سنوات عديدة، على الرغم من حصوله على درجة الماجيستير فى اللغة الإنجليزية، لهذا هاجر لفرنسا حتى يجد قوت يومه، ثم هاجر من فرنسا إلى بلجيكا ليفتح مطعما صغيرا يبيع فيه الفلافل المصرية.