أشار موقع هيئة الإذاعة البريطانية فى التقرير الذى نشره حول فيلم وثائقى عن الإخوان المسلمين أعده مراسلها مجدى عبد الهادى أن هناك فروعا للجماعة بكافة الدول الأوروبية وفقا لما صرح به إبراهيم منير أحد كبار الأعضاء بالجماعة والذى يعيش حاليا منفيا بلندن، موضحا أن الجماعة فى تلك الدول لا يوجد لها مقر رئيسى أو أوراق عضوية مثلما يوجد هنا فى مصر.
ويشير الصحفى ستيف أيميرسون المتخصص فى مراقبة وتحليل حركات الإسلام السياسى فى الولايات المتحدة، إلى أنه هناك العديد من الحركات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين موجودة بالولايات المتحدة، مضيفا أن الجماعة لا تتواجد بشكل منظم ولكن تتواجد تحت غطاء مزيف أو منظمات بتسميات أخرى.
ويضيف التقرير أن التعامل مع الجماعة فى الدول الغربية يتم بحذر خاصة بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر بسبب صلات الجماعة بعدد من الجماعات المسلحة، وتحديدا حركة حماس التى تصنفها الحكومة الأمريكية كجماعة إرهابية، حتى أن أعضاء الجماعة يمنعون من دخول الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن أحد النماذج المعبرة عن رأى الجماعة فيما يتعلق بهذا الأمر هو كمال الهلباوى أحد كبار الأعضاء الذى يقيم حاليا بلندن، والذى يعبر عن رأيه صراحة فيما يتعلق بضرورة دعم الجهاد فى الدول "المحتلة" مثل أفغانستان، ولكن الهلباوى يقول إن ذلك لا يعنى توجيه الدعوة للأمريكيين والأوروبيين المسلمين لحمل الأسلحة فى مواجهة حكومات بلادهم، ولكنه يدعوهم إلى استخدام كافة الطرق الديمقراطية لعمل حملات ضد سياسة تلك الحكومات.
وأوضحت BBC أن عددا من النقاد يرون أن التفسير المتشدد والمحافظ للدين الإسلامى، والذى تقدمه الجماعة، يعد على النقيض لما تدعو له القيم الغربية مثل العلمانية والليبرالية، بل إن هناك من يخشون أن تتحول البيئات الموجودين بها إلى أرض خصبة للمشاعر المعادية للغرب والتى قادت فى بعض الحالات إلى استخدام العنف.
ونقلت BBC عن أحد المسلمين الأمريكيين- الذى فضل عدم ذكر اسمه- وصفه لما حدث فى داخل المسجد المحلى التابع للمجتمع الصغير الذى يعيش فيه بشيكاغو بعدما سيطرت عليه جماعة يعود ولاؤها إلى الإخوان المسلمين، حيث يقول إن "إمام المسجد أشاد ذات مرة خلال أحد الخطب بمفجر انتحارى"، وإن "الحجاب لم يكن معروفا أو منتشرا (داخل مجتمعنا)، ولكن الآن هناك الكثير من الضغوط التى تتعرض لها المرأة العربية، مما أدى إلى ارتدائهن للحجاب سواء يؤمنّ به أم لا".
مضيفا "يتم إخبار المصلين مرارا ألا يحتفلوا بعيد الهالوين أو عيد الاستقلال الأمريكى، وأن يحتفلوا فقط بالأعياد الإسلامية"، متسائلا " كيف يمكن أن تندمج فى مجتمعك إذا كنت تفعل تلك الأشياء؟".
ويتناول التقرير أيضا رأى الدكتور محمد زهدى جاسر- أمريكى مسلم- الذى يقوم بحملة لمواجهة الإسلام السياسى، الذى يرى أن هناك فارقا بسيطا بين تنظيم القاعدة وبين جماعة الإخوان المسلمين.
قائلا إن حركات الإسلام السياسى حتى التى لا تعتمد على العنف تعلم المسلمين أن المجتمع الغربى لا يؤمن بوجود الله ويملؤها الفساد، وهذا الأمر يقود إلى التطرف.
وأضاف أن "الاختلاف الوحيد بين القاعدة والإخوان اليوم هو أن أحدهما تعظ بالعنف من أجل الوصول لمرادها، والأخرى تعظ بالتبشير من أجل استبدال دستورنا بالقرآن باستخدام الديمقراطية".