استنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة إمام المسجد الأقصى المبارك والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، اقتحام مجموعات يهودية متطرفة لساحات المسجد الأقصى المبارك أمس، وذلك من باب المغاربة، بعد أن قاموا فى الليلة قبل الماضية باقتحام المسجد الأقصى بحجة إنزال الأعلام الفلسطينية.
وأوضح سلامة فى بيان له حصل اليوم السابع على نسخة منه أن جميع الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك تكون من خلال باب المغاربة الذى تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلى منذ احتلالها للمدينة المقدسة عام 1967.
واستنكر سلامة قرار المحكمة اللوائية الإسرائيلية فى القدس بالموافقة على بناء جسر المغاربة الذى أثار غضب المسلمين، حيث بين بأن المخطط الإسرائيلى الجديد يهدف إلى تغيير معالم ساحة البراق فى المدينة المقدسة، حيث تعمد سلطات الاحتلال إلى إحداث تغيير شامل فى منطقة المسجد الأقصى المبارك وخاصة ساحة البراق.
وشدد على أن حائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك حيث ربط الرسول "صلى الله عليه وسلم" دابته فيه ليلة الإسراء والمعراج وليس كما يسمه اليهود زوراً بـ "حائط المبكى"، وأن الساحة المطلة عليه هى جزء من المسجد الأقصى المبارك.
وقال سلامة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلى تسعى إلى تغيير وطمس معالم هذه الساحة خصوصاً بعد قيامها بإزالة حارة المغاربة بالكامل بعد احتلالها للمدينة المقدسة عام 1967، وأشار إلى أن هذه المنطقة كانت سبباً رئيساً فى إشعال ثورة 1929، حيث أرسلت عصبة الأمم لجنة للتحقيق عرفت بلجنة شو، وقد أقرت هذه اللجنة بأن حائط البراق جزء من المسجد الأقصى المبارك وأنه ملك للمسلمين وحدهم وليس لغير المسلمين حق فيه .
وقال سلامة إن هذا المخطط الجديد هو حلقة من حلقات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس، والتى كان من أهمها افتتاح كنيس الخراب فى شهر مارس من العام الحالى وكذلك التخطيط لبناء كنيس جديد يتكون من أربعة طوابق على بعد مائتى متر فقط من المسجد الأقصى لإيجاد آثار يهودية مزيفة على أرض الواقع، وكذلك الاقتحامات المتكررة للأقصى، وتشكيل قوة عسكرية خاصة بالأقصى، وكذلك هدم البيوت فى شعفاط، وسلوان، والشيخ جراح، والعيساوية، وجبل المكبر، ووادى الجوز، وغير ذلك، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى من طرد للمواطنين، وسحب للهويات مثل أعضاء المجلس التشريعى فى القدس، ومنع عدد من الشخصيات الدينية والوطنية من دخول المسجد الأقصى المبارك، ومنع المقدسيين من البناء، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وإقامة عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية من أجل إحداث تغيير ديموغرافى لصالح اليهود فى المدينة المقدسة.
وناشد سلامة جميع الجهات العربية والإسلامية والدولية بضرورة دعم صمود المقدسيين وذلك بإقامة المشاريع التى تكفل بقاءهم على أرضهم المباركة، وكذلك التصدى للإجراءات الإسرائيلية بحق المقدسيين والمدينة المقدسة، لأن سلطات الاحتلال تراقب المواقف العربية والإسلامية.