ردت منظمة «التعليم الإسلامي والبحث الأكاديمي» البريطانية، على واقعة حرق القرآن الكريم، بتوزيع آلاف النسخ منه، اليوم الاثنين، في شوارع لندن، مؤكدة أن حرق القرآن عمل مشين، ويجب الوقوف ضده بحزم، وأنه «يجب على غير المسلمين قراءة القرآن الكريم، ودراسته، وليس حرقه».
واعتبرت المنظمة التي تهدف إلى تقديم تعاليم الإسلام لغير المسلمين، أن «حرق القرآن يعبر عن اتجاه جديد يبعث على القلق من ازدواجية المعايير والنفاق فيما يتعلق بحرية التعبير»، وأنه بالنظر إلى هذا الحدث وردود الفعل المختلفة والبيانات المتعلقة بالإسلام والمسلمين في قضايا مماثلة، «قررت المنظمة اتخاذ موقف إيجابي بتوزيع المصاحف في الشوارع».
وأكدت المنظمة، فى بيان على موقعها الالكتروني، أنها ستقيم صالونا أدبيا في «أكسفورد ستريت» لتقديم الإسلام إلى «المجتمع أجمع»، مشددة على «أهمية قراءة غير المسلمين للقرآن، والمشاركة بإيجابية مع معتقدات وتراث الشعوب الأخرى».
وقال نائب رئيس المنظمة، ثاقب عبد الستار إنه «بتوزيع آلاف النسخ من القرآن الكريم، تأمل المنظمة أن تكون خطوة ذات فاعلية لتبين أن المجتمع المسلم نشيط، ويسعى إلى الانخراط بإيجابية مع باقي المجتمعات».
في سياق متصل، أقترحت صحيفة «أوتاوا سيتيزن» الأمريكية، في تقرير لها اليوم، أن يبدأ غير المسلمين بقراءة القرآن الكريم، لمعرفة الاختلافات بين الإسلام والديانات الأخرى، مؤكدة أنه «لا يجب الاعتماد على السياسيين والمثقفين المسلمين، أو حتى اليساريين فقط في توفير حقيقة التعاليم الإسلامية فيما يتعلق بغير المؤمنين والقيم الغربية».
إلى ذلك وصفت شبكة الأمن القومي الأمريكية «ديمقراسي أرسنال» حرق المصحف بأنه «هجوم على المسلمين»، مضيفة أنه «من حق المسلم ألا يتعرض للهجوم»، ولكن «هذا الحق ليس مكفولاً»، مؤكدة أنه هناك نسبة كبيرة من الأديان المختلفة في جميع أنحاء العالم تدعم حرية التعبير ولكن بمعناها المجرد فقط، حيث يعتقد هؤلاء أنه «لا ينبغي للحرية أن تمتد إلى التعبير الديني».
من جانبه، طالب معهد «بروكينجز» الأمريكي للأبحاث، بأهمية تعريف الأمريكيين بالإسلام، وقال فى تقرير له اليوم: إن علاقة الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي أصبحت تعتمد إلى حد كبير، على «الجهل والخوف» بعد مرور 9 سنوات من تفجيرات 11 سبتمبر، مشيرا إلى أن «تلك العلاقة لن تتغير إلا إذا تمكن قادة أمريكا السياسيين والرأي العام الأمريكي من التفريق بين المسلم المعتدل والمتعصب».
وانتقد التقرير حرق المصحف الشريف، مؤكدا «أنه بتدنيس المقدسات الإسلامية، ساهمت الولايات المتحدة في تصديق الرأي السائد في المجتمعات العربية والإسلامية بأنها تحارب الإسلام، وتسعى إلى احتلال الأراضي الإسلامية وقتل الأبرياء، بدلا عن استخدام كل ما بوسعها لتحسين وضع المسلمين».
من جهته دعا برنامج «الدين وبناء السلام» التابع لـ«معهد الولايات المتحدة للسلام»، إلى تشجيع التسامح بين الأديان، مؤكداً أن «تزايد التوتر والأعمال الاستفزازية خلق انقسامات دينية أمريكية ودولية»، مشددا على أن «الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تأجيج العداء وعدم الثقة، والتحفيز على الظلم لا تولد إلا مزيداً من التعصب والغضب، كما تؤدي إلى تعميق العديد من النزاعات في مختلف أنحاء العالم».
وطالب البرنامج الحكومة الأمريكية إلى ضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح في معارضتها لحرق القرآن، مؤكداً أن تدنيس النصوص المقدسة، والعنف ضد الزعماء الدينيين والأسلحة الاستفزازية للصراع «كلها امور أدت إلى ضرر كبير ومعاناة للمسلمين».