تكثف جامعة القاهرة استعداداتها لاستقبال السيدة سوزان مبارك فى السابعة والنصف من مساء الخميس المقبل لتكريمها ومنحها درجة الدكتوراه الفخرية فى علم الاجتماع، بناء على قرار مجلس الجامعة فى اجتماعه 14 يوليو المقبل.
وتشهد الجامعة حملة نظافة لمبانى كلية الآداب والحقوق، وترميمات بمبنى القبة الرئيسى بالجامعة، وبالحديقة الواقعة أمام المبنى الرئيسى، استعدادا للزيارة المرتقبة.
ونشرت الجامعة فى ملصقات قائمة بأبرز من تم منحهم الدكتوراه الفخرية من سياسيين وأدباء وفلاسفة ومن أبرزهم الزعيم نيلسون منديلا، والرئيس السنغالى الأسبق عبده ضيوف، والرئيس التونسى الأسبق الحبيب بو رقية، والرئيس كنيث دافيد كاوندا، والأديب نجيب محفوظ، وآخر من حصل عليها أنيتا شافان وزير التعليم بألمانيا العام الماضى.
واستند قرار منح السيدة سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية فى علم الاجتماع إلى رصيد العطاء الكبير والممتد للسيدة سوزان فى مجال السياسات وبرامج التنمية الاجتماعية عبر العقود الثلاثة الماضية.
ورصد قسم علم الاجتماع بكلية الآداب فى مبررات قراره العديد من الاعتبارات التى تؤهل قرينة الرئيس مبارك لهذا التكريم، منها ما هو علمى تمثل فى حصولها على درجة الماجستير فى علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية عام 1982، ومنها المبادرات العديدة التى أسهمت فى إثراء مفهوم العمل الاجتماعى والتطوعى على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة فى مجالات تمكين المرأة، وحماية حقوق الطفل ونشر وتأكيد قيم وثقافة السلام.
وأبرز التقرير المبادرة المتميزة التى أطلقتها منذ 20 عاما فى الحياة الثقافية من خلال المشروع الوطنى الكبير الذى حمل اسم "القراءة للجميع"، وأشاد بدورها الكبير فى بناء ودعم مستشفى سرطان الأطفال، ودورها المتميز فى إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية.
وأشار التقرير إلى إسهامات السيدة سوزان المتميزة فى خدمة جامعة القاهرة، منها "مبادرتها فى بدء بناء مقر جديد لمعهد الأورام القومى التابع لجامعة القاهرة، وكذلك دورها فى دعم المكتبة المركزية الجديدة لجامعة القاهرة".
فيما اعترض 56 أستاذا من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، من بينهم 29 أستاذا بجامعة القاهرة، على القرار وأصدر الأساتذة بيانا أكدوا فيه أن خبر منح جامعة القاهرة درجة الدكتوراه الفخرية للسيدة سوزان مبارك بمزيج من الشعور بالإهانة والألم والغضب.
وقالوا: "من المهين لكل أستاذ جامعى أن يستخدم اسم الجامعة المصرية العريقة، التى تمثل رمزاً للكفاح الوطنى، فى غايات شخصية، إذ لا نتصور أن يكون منح الدكتوراه الفخرية للسيدة سوزان مبارك قد تم إلا لأغراض تخص المسئولين فى الجامعة".
وقال الأساتذة فى بيانهم إن من أبسط مبادئ الخلق العلمى والأكاديمى ألا يمنح التكريم الجامعى لأصحاب السلطة، وأن ينتظر الراغبون فى تكريم هؤلاء- إن كان هناك مبرر حقيقى للتكريم- لحين ابتعادهم عن السلطة، لذلك فإننا نعلن إدانتنا لهذا القرار الشائن، وندعو كل زملائنا من الجامعيين لإدانته بكل الصور".