نحن جميعاً بحاجة إلى ترويض وانتباه بحيث إذا دخل أحدنا شهر رمضان وخرج منه يكون قد تغير ولو قليلاً. وشهر رمضان المبارك هو مناسبة جيدة جداً للإنسان كي يغيّر نفسه. فلا توجد فرصة للرياضة الروحية، وترويض النفس أعظم من الصوم؛ لأن الإنسان الخاوي البطن تقل شهواته، كل حسب الأجواء الروحية التي تقربه إلى الله تعالى. وهذه الأجواء الرائعة متوافرة في شهر رمضان، أي أن أجواء هذا الشهر تساعد الإنسان على ترويض نفسه. فلنتخذ من هذا الشهر الكريم مناسبة لتغيير أنفسنا فيه حقيقة.
إن شهر رمضان هو شهر الله سبحانه وتعالى، اختص به دون باقي الشهور، فهو شهر لتنظيم حياة الإنسان والتغيير نحو الأفضل والتطهر من كل دنس، والطاعة لله سبحانه، وفيه يغفر الله للإنسان كل يوم وليلة أضعاف ما يغفر في سواه من الشهور، كما خصّه بليلة القدر التي هي أعظم من ألف شهر، ويغفر الله فيها ما لا يغفر في غيرها من الليالي والأيام، وكذلك يغفر الله في أوله ووسطه وآخره. فشهر رمضان هو شهر «العفو العام». فمن لم يُشمل بالعفو فيه فهو الشقي حقاً.