اهتمت وكالة رويترز بالتعليق على مسلسل الجماعة للكاتب وحيد حامد، وقالت إن هذا المسلسل نجح فى استقطاب الجمهور إليه، وكذلك فى إغضاب قادة الإخوان المسلمين الذين اعتبروه محاولة لتشويه اسمها قبل الانتخابات البرلمانية التى ستجرى خلال هذا العام.
ورأت رويترز أن هذه الدراما التاريخية المكتسحة تظهر كيف دعا الإخوان إلى العودة إلى أصول الإسلام خلال فترة العشرينيات التى كانت مصر خاضعة فيها للاستعمار، كما يتحدث عن الجاذبية التى اكتسبتها الجماعة بعد الاستقلال عندما أيد الفقراء انتقادها للتأثير الغربى على المجتمع المصرى ذى الأغلبية المسلمة.
وعلقت رويترز على عرض التلفزيون الرسمى للمسلسل فى أوقات ترتفع فيها نسبة المشاهدة، ونقلت عن الناقد السينمائى طارق الشناوى قوله إن الحكومة لم تبث مثل هذا المسلسل بهذا الشكل إلا إذا كانت سعيدة وحريصة عليه، مضيفاً أن الحكومة تتسم بالحذر الشديد فى تعاملها مع الأمور التى تتعلق بالإخوان.
وصور المسسلسل أعضاء الجماعة فى أول 12 حلقة بأنهم يتسمون بالعنف ويستغلون الدين لتحقيق أهدافهم الشخصية ولا يهتمون كثيرا بالشعب. وتقول رويترز إن كثيرا من المصريين يعتبرون حسن البنا، مؤسس الجماعة عام 1928 شخصاً تقياً وملهماً، إلا أن وحيد حامد يظهره خبيثاً يجرى وراء السلطة.
وتنقل رويترز عن محسن راضى، نائب الإخوان فى البرلمان قوله إن كاتب المسلسل وحيد حامد "يريد أن يدمر الجماعة، فلو كان محايدا لوضع الموضوع أمام الرأى العام لكنه يشوه فقط ويزور التاريخ الحديث والقديم". واتهم راضى حامد بأنه يأخذ أوراقا متناثرة ليتسلل إلى ثغرات لتحقيق أهداف غير أخلاقية لتشويه صورة الجماعة. إلا أن حامد أكد على أن مسلسله منصف، وقال للوكالة البريطانية": اكتشفت بعدما تخطيت الستين من عمرى أنه ليس لدى معلومات كاملة عن الإخوان، ورأيت أن الأجيال الجديدة الموجودة من حقها أن تعرف. لذلك كتبت هذا المسلسل حتى أقدم للناس من هم الإخوان بصفة حيادية تماماً."
ويظهر المسلسل ضباط الشرطة وهم يعاملون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين برفق ويعرضون عليهم شرب الشاى والقهوة أثناء استجوابهم، إلا أن عصام العريان وهو قيادى كبير فى الإخوان المسلمين قضى ثمانية أعوام ونصف العام فى السجن قال إن التحقيق معه كان كله تعذيب وإهانة ولم يقدموا قهوة ولا شاى.. وهذا على عكس ما يعرضه المسلسل.