الحب هو إحساس أجمل ما يكون فى هذه الحياة وخصوصا عندما يكون صادق من قلب طاهر نقى لم تطغى عليه الهموم والأخطاء والجراح.
فى بعض الأحيان يبدأ الحب من نظرة واحدة وقد كانت هذه النظرة كافية لتشعل مشاعر الحب والعشق فى قلب صار لا يتمنى سوى هذا الحب.
كل إنسان فى هذه الحياة يتمنى الحب،يتمنى أن يلتقى توأم روحه ليبدأ معه رحلة النهاية وللنهاية،لكن بعضنا لا يجد هذا الحب طوال حياته ويعيش حياته بأكملها باحثاً عنه ويموت ولايزال لديه هذا الأمل.
وخلال رحلة البحث عن هذا الحب يقع أغلبنا فى أخطاء فادحة قد تُسبب جراح مؤلمة لن تلتئم أبداً،وقد تُودى أو تُهلك من عاناها ولن يستطيع الشفاء منها.
هذه الأخطاء قد تكون نتيجة وهم الحب أو بمعنى آخر الأحتياج للحب،وسوف أوُضح الفرق بين الحب والأحتياج للحب.
يظن بعض الناس أن الحب يأتى مرة واحدة فى العمر،أو من أحب أحدا أو أفترق عنه لن يستطيع أن يُحب مرة آخرى وهذا إعتقاد خاظئ.
كما يظن بعض الناس أنه فى حالة حب ولكنها وهماً أو سراباً قد أقنع نفسه به ،فلقد أمتعه هذا الشعور وأشبع رغبته فى الحب ولكن لا يلبث حتى يختفى هذا الشعور بعد فترة و يظل صاحبه فى حيرة حتى يقابل شخصاً آخر يُشعره بهذا الأحساس ويترك ما وراؤه من جراح وآلام حتى يسبب آخرى.
الحب هو شعور يتولد بين شخصين بدون سابق إنذار أو إتفاق،أنه قدر يصيب صاحبه كالصياد الذى يقنص فريسته بدون أن تدرى ماذا أصابها تكون قد سقطت بدون رجعة.
الحب هو إحساس مطلق لا شرطى بحيث أنك لا تنتظر ممن تحب أى شئ كان،حتى لو قل إهتمامه بك أو أبتعد لفترة تظل مشتاق له بدون أن تكل أو تمل وبدون أن يقل إهتمامك عنه.
الحب هو أن تراقب من تحب دون أن يراك وتظل عيناك معلقتين عليه بدون أن يرجف لك طرف عين وتظل تُمعن النظر به وقلبك ينبض بشدة وتتمنى بكل قلبك أن تبقى بجانبه مدى الحياة وتدمع عيناك دون تقف ولا تستطيع أن تكف عن ذلك.
الحب هو أن يظل ذهنك معلق بمن تحب وتفكر فيه كل ثانية بحياتك وتفكر بكل لحظة تتمنى أن تقضيها معه.
ويظن البعض أنه لو أنقطع التفكير فيمن يحب ولو للحظة تصير خيانة عظمى تستحق القتل،وهذا ليس صحيح فعندما تصلى لله سبحانه وتعالى ذهنك كله يكون حاضر مع الله وحده ولا غيره،وعندما تستذكر أو تعمل يجب أن يكون ذهنك حاضراً لأتقان عملك فهذه ليست خيانه كما يعتقد البعض.
مهما تحدثنا وذكرنا من مشاعر لن يستطيع أى عقل أو قلم أن يوضح ماهية مشاعر الحب،فهو شئ خاص بالقلوب فقط وليس شئ آخر.
أما لو تحدثنا عن وهم الحب أو الأحتياج للحب،ومهما تحدثنا لن نستطيع أن نُحاكم من أصابه وهم الحب وجَرح من حوله،فهو شئ لا إرادى آيضا لم يفعله عن عمد ليؤذى الأخرين.
وحدة القلب وشعور الأنسان بالأزدراء وقلة الأهتمام من أقرب الناس إليه يولد حالة من الكأبة والأحباط الدائم فيظل وحيداً مهما كان معه من أصدقاء فمازال يشعر بالأزدراء والإهمال.
فيسير وحيداً إلى أن يقابل شخصاً يشعره بالأهتمام البالغ بقصد أو بدون قصد فيجد خيط يتعلق به وسط هذا الظلام واليأس فيبادله إحساس آخر وهو الأهتمام والسعادة ويظل فى إحتياج لهذا الشعور من عطف وحنان وأمان.
ويعيش مُعتقداً أن هذا هو الحب وأنه قد وجد سعادته ورفيق حياته ويبنى أحلاماً وقصور من الفضة فى الفضاء لتُشع الكون نوراً ويقنع رفيقه آيضا بهذا الشعور وأنهم لن يفترقوا أبداً.
ولكن حين يكتفى من هذه المشاعر ويشبع رغبته ويحصل على الأهتمام الكافى والأولوية فى حياة شخص آخر على نفسه،ويشعر أنه شخص ذو قيمة يبدأ يشعر بالضيق وتوقف الأحساس بهذا الرفيق ويتسائل ولا يعلم ماذا يحدث.
وحين يخرج من حالة اليأس والأحباط بسبب عدم الأهتمام،يدخل حالة يأس وإحباط آخرى بسبب مشاعر ظنها صادقة تجاه شخص آخر ولكنها صارت لا شئ كأوراق الشجر التى كانت فى الخريف زينة الأشجار وروحها وحين جاء الربيع سقطت وأذهبتها الرياح إلى مكان لا يوجد به إلا أقدام المارة تدهسها بدون رحمة أو شفقة.
ولا يستطيع أن يفعل شئ إلا أن يُنهى هذه العلاقة بكل قسوة لكى لا يظلم رفيقه أو يسبب جراح آخرى لا تلتئم خصوصاً ولو كان أول حب فى حياة هذا الشخص الأخر.
ثم يعود لحالة اليأس والأحباط لعودة شعور عدم الأهتمام وتأنيب الضمير بسبب الجراح التى سببها،ولكنه لا يمر وقت طويل حتى يجد شخص آخر يبادله الأهتمام ولكن هذه المرة يكون حب أو وهماً ممزوج بخوف من أن يصنع جراح آخرى ولكنه ينساق لهذا الشعور مرة آخرى ويسقط فى وهم الحب مسبباُ جراحاُ أعمق ،ويظل هكذا يسبب جراحاُ لكل من يحبه حتى يستطيع أن يتجاوز هذا لكن بعد جراح مؤلمة وضمير قد أهلك صاحبه وقلب صار غير قادر على الحب خوفاً من جراح وأخطاء آخرى.
ويصبح قلب غير قادر على الحب أو العطاء،ويصبح قلب بلا أمل أو هدف،قلب وحيد دائما حتى لو صار من حوله لا يفارقوه،قلب إنسان صار مُهلكاً ضعيفاً.
إنسان صار لا يستطيع الشعور بالسعادة أو الفرح،صار لا يبالى بالأزدراء أو الأهتمام،صار إنساناً خاوياً من روح أو قلب أو أمل.
لا نستطيع أن نحاكم قلباً مثل هذا،لأننا لا نستطيع أن نجد له عذاباً أكثر مما هو فيه.
هل يستطيع أن يعيش أحداً وسط الأحياء وهو ميت،قلب مات منه كل حب و خوف ورحمة و عطف وشفقة وإهتمام وأمل وهدف.
صار قلب من الصعب إرضاؤه ومن الصعب السيطرة عليه أو جعله يتحرك رجفاً من أجل الحب أو من أجل هدف.
أنها جريمة فى حق قلوب ومن المسئول عن هذه الجريمة أنه مجتمع بأسره شارك فى هذه الجريمة.
أسرة....أصدقاء....أقارب....مجتمع
فبعض الأهل دائما ما يرون أن القسوة والأزدراء قد يجعل من الأنسان أقوى على مواجهة الحياة وصعوبتها ويصير داهية لا يستتطيع أن يخدعه أحد وفى ظل قسوة الأهل يبدأ الأبن أو الأبنة بالأبتعاد عن أقرب ما يكون لهم فى الحياة ليظلوا غرباء عنهم مدى الحياة.
وأصدقاء خانوا الأمانة وميثاق الحب والثقة حتى فقد من أئتمنهم هذه الثقة فصار قلب به شك بكل من حوله.
وأقارب حاربوا من أجل مال أو أحقر ما يكون فى هذه الحياة حتى أفقدوا من حولهم الثقة بالأخرين.
ومجتمع أهمل حق جيل مازال يبنى عقائده وأفكاره،ولا يشعره بالأمان أو الأهتمام...كلمات قاسية يضيع بها من كان فى الحياة.
قلب يشعر بعد الثقة وعدم الأمان وفقدان الأهتمام والأزدراء،فماذا تنتظر من هذا القلب...أن يصير ملكاً .. أن يصير عالماً .. أن يصير شهيداً
"حقاً أتعجب لهذا"
رسالتى أكتبها بقلمى لكل شخص مسئول عن هذه الجريمة
لكل أسرة قست على أولادها ظناً منهم أن هذا أفضل لهم.
لكل صديق خان صديقه وجرحه جرح عميق من خيانة أفقده الثقة فيمن حوله.
لكل قريب ضحى بقريبه لأجل مال أو سلطة فجعله يشك بمن حوله.
لكل فرد فى المجتمع أزدرء من حوله فأشعرهم بعدم الأهتمام.
رسالة لكل أب لديه طفل أو ينتظره....أحسن تربيته وأكثر الأهتمام به
فليس المال كل شء يبغيه الأطفال إنما هو الحب والحنان،لكى لا يشعر بالوحدة ويتم القسوة عليه ممن حوله بسوء فيهلك جزاء هذا.
رسالة لبناء أمة،لأجل جيل يحتاج للأهتمام والحب أكثر من المال والشهرة والحروب والكره.
دعوة لتجديد أنفسنا لإنقاذنا
فأنه لن يتم إنقاذنا إلا إذا جددنا تربيتهم تربية صحيحة
لتربية جيل قادم يستطيع إصلاح ما فسد