قالت مجلة الإيكونومست البريطانية إن حلول شهر رمضان المبارك فى فصل الصيف له كثير من المشكلات والصعوبات لا تتعلق فقط بالجوع والعطش، خاصة مع زيادة عدد ساعات الصيام، ولكنه أيضا يزيد من التكاليف الاقتصادية، خاصة فى ظل سيادة ثقافة الاستهلاك. ففى جميع أنحاء العام العربى، زادت أسعار زيت الطهى على سبيل المثال، حيث إن الحلويات المقلية هى من الأكلات الشهيرة فى رمضان، وكذلك الحال بالنسبة لأسعار السكر والعسل، خاصة فى منطقة المغرب العربى.
وتمضى المجلة فى القول بأن مستوردى الغذاء يستفيدون من ذلك بشكل جيد، خاصة المتعاملين فى الفستق والتمر والمشمش المجفف، ورغم أن المقاهى تغلق طوال النهار فى رمضان إلا أنها تستفيد بشكل جيد طوال الليل، ومع كثرة البرامج والمسلسلات العربية التى تذاع على الفضائيات، يزداد الدخل الإعلانى ليتحقق ثلث نسبة إيرادات الإعلانات السنوية خلال شهر واحد.
لكن بالنسبة لكثير من الشركات، خاصة الحكومية، يتراجع الإنتاج مع تراجع عدد ساعات العمل اليومية خلال رمضان بمقدار ساعتين أو ثلاثة. أما الأسواق المالية فعادة ما تواجه انتعاشاً بحسب دراسة جديدة أجراها أحمد أيتبارى الأستاذ بجامعة نيوهامبشير. فمن خلال دراسته لأنماط السوق فى الدول الإسلامية بين عامى 1989 و2007، وجد أن العائدات خلال شهر رمضان تكون أعلى بتسعة أضعاف عما تكون عليه باقى العام.
لكن حلول رمضان فى الصيف بشكل عام يضر الاقتصاد، حيث تشعر الحكومات بالقلق من زيادة استهلاك الكهرباء مع استمرار تشغيل الأنوار لفترات أطول والسهر حتى الفجر، من ناحية أخرى، تقوم السلطات فى كثير من الدول العربية بدعم المواد الغذائية لضمان وصولها إلى جميع الأسر، وتفرض الرقابة على الأسعار فى كثير من الأحيان على تجار التجزئة الذين تسول لهم أنفسهم رفع الأسعار للاستفادة من زيادة الطلب.
وعلى الجانب الآخر، يتردد السياح الغربيون فى قضاء عطلاتهم فى الوقت الذى يصعب فيه الحصول على الغذاء طوال النهار، ويتم وقف بيع الكحوليات كما هو الحال فى المغرب. كما أن السياح المسلمين ربما يفضلون البقاء فى منازلهم خلال رمضان، فمصر التى يعد شهر أغسطس فيها شهرا حيويا بالنسبة لمجئ السياح من الدول العربية الأخرى، قد أطقت مهرجان إزاء السياح من ذوى الدخول المرتفعة للمجئ إليها والاحتفال برمضان بعيداً عن بلادهم.