رجحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية كفة جمال مبارك فى اعتلاء كرسى الرئاسة بعد الانتخابات المقبلة، وقالت إن إشاعات سعى الرئيس مبارك لتتويج نجله رئيسا على ما يبدو باتت اعتقادا سائدا داخل مختلف أروقة المجتمع المصرى، وظهر ذلك جليا أثناء استضافة الرئيس للجولة الثانية من مفاوضات السلام بشرم الشيخ، إذ رأى بعض المحللين أنه يرسل رسالة لكل من الأمريكيين والإسرائيليين مفادها أن جمال هو الخيار الآمن للحفاظ على السلام مع إسرائيل، وللإبقاء على دور مصر كلاعب رئيسى فى تحريك سياسيات الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى قيام جماعة بنشر ملصقات فى عدد من أحياء القاهرة الفقيرة كتب فوقها "جمال مبارك: حلم الفقراء"، ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وتزايد التساؤلات حول قدرة الرئيس مبارك على الترشح من عدمه لفترة رئاسة سادسة، فسر كثيرون وجود هذه الملصقات ببداية الدعاية الانتخابية لجمال مبارك.
صاحب جمال والده إلى واشنطن فى وقت سابق من الشهر الجارى لحضور مراسم بدء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى البيت الأبيض، الأمر الذى أدى إلى موجة من التكهنات حول سعى الرئيس مبارك للحصول على مباركة نظيره الأمريكى، باراك أوباما لتوريث الحكم فى دولة تتلقى أكثر من مليار دولار فى صورة معونة سنوية.
ورغم أن كلا من مبارك ونجله جمال نفيا وجود خطة لتوريث الحكم، إلا أن الحديث عن هذا الشأن يزداد عاما بعد عام، فى الوقت الذى أذعن فيه الرئيس عن تسمية نائب له بعد 30 عاما من توليه الحكم، الأمر الذى خلق نوعا من الارتباك، فالكثير من المصريين يعارضون بشدة فكرة توريث الحكم لجمال لأنهم يرون أنها ستزج بمصر بعيد عن مرسى الديمقراطية.
"هناك الكثير من الدلالات التى ترجح أن النظام يصر على تولية جمال مبارك لزمام الحكم"، هكذا قال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة.
وأضاف نافعة أن الخطوات الأخيرة ما هى إلا "خطوات للتسويق له (جمال).. فهم يعدون المسرح لعملية الانتقال. ومع ذلك، أكد أنه لا يعتقد أن الرئيس مبارك اتخذ قراره النهائى بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن الكثير من المصريين شعروا بأن زيارة جمال الأخيرة لواشنطن خير دليل على أن الرئيس اتخذ قراره.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التى يصطحب فيها مبارك جمال إلى الولايات المتحدة، ورغم تأكيد مسئول فى الخارجية الأمريكية أن مبارك الابن لم يحضر أى اجتماعات فى وزارة الخارجية أو البيت الأبيض، إلا أن هذا لم يقف فى طريق الشائعات المصرية التى أفادت أنه تقابل مع أبرز اللاعبين فى عملية السلام.
"تحليلى للموقف أن الإسرائيليين لديهم قناعة مفادها أن جمال هو الضامن الوحيد للحفاظ على السلام مع إسرائيل واحترامه، وعدم وجوده يفرض مخاطرة عليهم"، هكذا أضاف نافعة.
ورأت كريستيان ساينس مونيتور أن خير دليل على سعى النظام للترويج الانتخابى لجمال مبارك كان عدم تعرض الملصقات التى ظهر فوقها للتمزيق. ونفى الحزب الوطنى ضلوعه فى نشر هذه الملصقات، ولكن مصدر تمويل الحملة التى علقت آلاف الملصقات ووزعت اللحوم على الفقراء غير واضح. وزعم أحد أعضاء الحملة أن أحد رجال الأعمال البارزين بالحزب الوطنى يدعمها.