كشف تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن فضيحة جديدة فى العراق بطلها هذه المرة السفارة الأمريكية هناك إذ أنفقت ملايين الدولارات على طعام ووجبات خفيفة لم يأكلها أحد. وجاء فى تقرير مكتب المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية (OIG) أن السفارة دفعت 2 مليون دولار زيادة عن المبلغ الأساسى لشركة تعاقد حكومية تقدم خدمات الطعام، تضمنت مبلغ مليون دولار للوجبات الخفيفة فقط، ولكن لم يأكل هذه الوجبات أحد.
وأكد التقرير أن هذه الأموال ذهبت إلى شركة "KBR"، وهى فرع لشركة هاليبرتون التى تدير خدمات الأغذية لأكثر من 1500 موظف فى أكبر سفارة فى العالم، مشيراً إلى أن سجلات "KBR" الخاصة بالوجبات المستهلكة لا تتماشى مع سجلات الطعام الموجودة بالسفارة، ولم يتمكن مكتب المفتش العام من تحديد أوجه الاختلاف، الأمر الذى يفسر وجود مبلغ 2.23 مليون دولار غير معتمد فى تكاليف الغذاء، فى السنة المالية لعام 2009".
وقالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية التى نقلت التقرير إن هذه التناقضات فى السجلات نبعت من الخطأ فى عد الموظفين الذين يتوقفون لأخذ الوجبات الخفيفة من السفارة، الأمر الذى نتج عن دفع السفارة لمبلغ 970 ألف دولار لـ"KBR" مقابل وجبات لم تقدمها.
وذكرت المجلة أن اللوم يقع جزئيا على السفارة نفسها، خاصة وأنها شجعت الموظفين على كتابة أسمائهم فى السجلات كل مرة يتوقفون فيها فى منطقة الوجبات الخفيفة، حتى وإن كانوا سيأخذون كوباً من القهوة أو يعودون لأخذ تفاحة، ونتيجة لذلك، لم يكن غريبا أن تجد اسم شخص واحد مكرراً من ست إلى ثمانية مرات فى نفس توقيت الوجبة، بل وصل الأمر إلى أن بعض الأشخاص كررت أسماؤهم 25 مرة فى يومين فقط".
هذه الممارسة أدت إلى تضخم الأعداد التى أرسلت إلى المتعاقد، ومن ثم اضطر الأخير إلى تحضير وجبات طعام أكثر، مما أسفر فى نهاية المطاف عن ارتفاع التكاليف على السفارة ودافعى الضرائب.