وسائل الإعلام الإسرائيلية تتنبأ بفشل قمة شرم الشيخ

رصدت اليوم السابع ردود أفعال صحف ووسائل الإعلام العبرية حول استئناف الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة فى شرم الشيخ بين الجانبين الإسرائيلى و الفلسطينى باشتراك كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس، والرئيس حسنى مبارك ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون.

حيث رأت صحيفة يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية أن الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة الإسرائيلية الفلسطينية افتتحت اليوم فى شرم الشيخ وسط أجواء متشائمة للغاية بحضور خلافات جوهرية بين الجانبين.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية للصحيفة إنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق مع الفلسطينيين على أى موضوع وإن وزيرة الخارجية الأميركية لا تحمل فى جعبتها أى صيغة حل وسط.

وأضافت يديعوت خلال عددها الصادر صباح اليوم، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة زادت الضغط على نتانياهو للاستمرار فى تجميد الاستيطان، وأن هيلارى كلينتون قد حذرت قبيل مغادرتها واشنطن للمشاركة فى لقاء شرم الشيخ أن تجديد البناء فى المستوطنات يهدد استمرار المسار السياسى بأكمله، وذلك على الرغم من تصريحات نتانياهو الأخيرة التى أكد فيها أن استئناف البناء فى المستوطنات سيكون على غرار فترة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت.

بينما ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الرؤية المصرية حول حل الدولتين كانت مدار بحث بين نتانياهو ومبارك، حيث استعرض نتانياهو ومبارك خلال لقائهما بمدينة شرم الشيخ صباح اليوم رؤية مصر لانجاح مفاوضات السلام الرامية الى تحقيق حل الدولتين.

وتناول اللقاء الثنائى كذلك الجهود المبذولة من كافة الأطراف المعنية بهدف توفير الظروف التى تؤدى الى نجاح المفاوضات، وأضافت الصحيفة أن كلينتون ستعقد لقاء ثلاثيا باشتراك نتانياهو وعباس بعد أن كانت قد التقت على انفراد معهما، وسيعقد لقاء ثلاثيا آخر غدا الأربعاء فى القدس بحضورهما أيضا.

وعلى الجانب الآخر أوضحت يديعوت أحرانوت أن الضغط على نتانياهو زاد فى إسرائيل من الجهة المعاكسة حيث يعتزم آلاف من عناصر الليكود تنظيم مسيرات فى جميع أنحاء إسرائيل بالتزامن مع موعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان، ليؤكدوا لنتانياهو أن حزبه ضد استمرار التجميد، وقال عضو كنيست من الليكود "نحن انتخبنا نتانياهو للبناء وليس للتجميد".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مصرى مطلع على حسب قولها خشيته من عدم إحراز نتائج إيجابية من هذه الجولة من المفاوضات، وقال "إن ما نسمعه من رفض إسرائيلى لتجديد قرار تجميد الاستيطان والمطالبة بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل غير مبشر".

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إنه قد رافق نتانياهو إلى شرم الشيخ سكرتيره العسكرى ومستشاره لشئون الأمن القومى والسياسى وسكرتير الحكومة، المحامى، إسحاق موخلو.

وأوضحت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة لمعاريف أنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق مع الفلسطينيين على أى موضوع وأن وزيرة الخارجية الأميركية لا تحمل فى جعبتها أى صيغة حل وسط، موضحة بأن الجانب الأمريكى بالرغم من كل ذلك يبذل جهودا مكثفة لإيجاد حلول تسمح بإحراز تقدم فى المفاوضات.

وأعرب الوزير، إسحاق هيرتصوج، من حزب العمل عن اعتقاده بأنه يجب مواصلة تجميد البناء فى المستوطنات لمدة شهرين أو 3 أشهر ليتسنى دفع المفاوضات، مضيفا خلال مقابلة إذاعية صباح اليوم، الثلاثاء، للإذاعة العامة الإسرائيلية أن تجميد البناء فى المستوطنات لن يستمر إلى الأبد إلا أنه يجب إيجاد حلول للتجاوب مع طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بهذا الصدد.

ومن جانبه قال الوزير يوسى بيلد من حزب الليكود أنه يعارض مواصلة تجميد البناء فى المستوطنات محذرا من تكون سابقة فى هذا الصدد.

وكانت كلينتون قد أوضحت فى حديث للصحفيين أنها لا تستبعد التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يسمح بمواصلة المفاوضات رغم انتهاء مفعول القرار بتجميد البناء فى المستوطنات قريبا مما سيصب فى مصلحة الطرفين، حيث أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان واشنطن تأمل فى أن يعرض الطرفان أفكارا جديدة سعيا لتجاوز الخلافات والتحديات.

ونقلت صحيفة هاآرتس تصريحات الدكتور نبيل شعث، عضو الوفد الفلسطينى المفاوض أن جولة اليوم ستبحث ثلاثة ملفات مهمة وهى الأرض والحدود والأمن بخلاف ما يقوله الإسرائيليون الذين يريدون بدء المفاوضات بملف الأمن وحده، معقبا على الطلب الإسرائيلى بالقول إنه لا أمن من دون الأرض والحدود.

وقال وزير الأوقاف الفلسطينى محمود الهباش إن الجانب الفلسطينى يريد أن يعطى فرصة للسلام حتى لو كانت نسبة التفاؤل %1، مضيفا أن الجانب الفلسطينى لا يريد أن يغلق الأبواب اذ ليس لديه ما يخسره.

ودعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كى مون إسرائيل إلى تمديد القرار الخاص بتجميد أعمال البناء فى المستوطنات لما فى ذلك من بناء الثقة بين الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى خلال المفاوضات.

وفى سياق آخر قالت صحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية أن قوات ضخمة من الشرطة الإسرائيلية والجيش انتشروا بكثافة فى مختلف أنحاء إسرائيل لمنع وقوع أى اعتداءات إرهابية خلال جولة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الجارية فى شرم الشيخ.

ومن جهة أخرى اعتبر مصدر مسئول فى حركة "الجهاد الإسلامى" فى فلسطين أنّ ما يجرى اليوم فى شرم الشيخ هو "جولة جديدة من الخداع والتضليل" تستهدف فرض تنازلات جديدة على الجانب الفلسطينى متجاوزاً الإجماع الشعبى والوطنى الرافض لهذه المفاوضات.

ونقلت وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية" عن المصدر فى بيانه الصحفى أنّ الحديث عن إعطاء فرصة للمفاوضات يعنى منح رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" وحكومته فرصة لإكمال مشروعها التوسعى والاستيطانى وإحكام سيطرتها على القدس وتهويدها بالكامل.

وأكد المصدر أنّ المفاوض الفلسطينى لن يتمكن التدخل فى تحديد جدول أعمال هذه المفاوضات، وصياغة أجندتها، وسيكون أمام تقديم تنازل جديد يتعلق باستمرار البناء الاستيطانى الذى لم يتوقف لحظة واحدة.

وفى السياق نفسه هاجمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المفاوضات المباشرة بين الجانبين.. حيث أوضحت أنّها تمت فى ظل رفضٍ فلسطينى قاطع –على حسب قولها –.

وأشار "سامى أبو زهرى" الناطق باسم الحركة إلى أنّ تكثيف الاستيطان يجعل المفاوضات أمراً كارثياً على الوضع الفلسطينى، ويرتكب فيه المفاوض جريمة بحق القضية الفلسطينية بأكملها.