وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون اليوم الثلاثاء إلى شرم الشيخ للمشاركة فى الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فى أعقاب إقرار الولايات المتحدة أمس الاثنين بوجود "عقبات مباشرة" أمام مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، متحدثة عن "فترة حاسمة" فى الأسابيع المقبلة.
ومن المقرر أن تشارك كلينتون فى المحادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى هذا المنتجع البحرى المصرى على البحر الأحمر.
ويعد هذا اللقاء الأول بين نتانياهو وعباس منذ المحادثات التى أجرياها فى الثانى من الشهر الجارى فى واشنطن حيث أعيد إطلاق المفاوضات المتوقفة منذ الهجوم الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر 2008.
ويدخل عباس هذه الجولة الجديدة من المفاوضات متسلحا بموقف موحد من منظمة التحرير الفلسطينية يتمثل فى المطالبة بتمديد فترة تجميد الاستيطان التى أعلنتها إسرائيل قبل عشرة أشهر وتنتهى نهاية الشهر الحالى، إلا أن نتنياهو أعلن الأحد الماضى أنه لن يكون هناك قرار بتمديد تجميد الاستيطان. وقال إن "إسرائيل لن تواصل تجميد الاستيطان ولكنها لن تبنى آلاف المساكن المخططة"، فيما تراهن القيادة الفلسطينية على قيام الولايات المتحدة بإقناع حليفتها إسرائيل بتمديد العمل بتجميد الاستيطان بشكل أو بأخر كى لا تنهار المفاوضات بعدما رمت واشنطن بثقلها لاستئنافها.
وقال مسئول فلسطينى إن "الإدارة الأميركية فتحت خطا من المباحثات مع الجانب الإسرائيلى منذ الجولة الأولى فى واشنطن التى عقدت فى الثانى من هذا الشهر، بهدف التوصل إلى صيغة ملائمة لقضية تجميد الاستيطان".
وقال مسئول كبير فى منظمة التحرير الفلسطينية إن "الإدارة الأميركية تتخوف من عرض هذه الصيغة على الجانب الفلسطينى قبل الغوص فى المفاوضات خوفا من رفضها وبالتالى تعثر المفاوضات قبل أن تبدأ بشكل جدي"، مضيفا "على ما يبدو أن الإدارة الأميركية تود عرض صيغة يتم التوصل إليها مع الجانب الإسرائيلى حينما نكون فى وسط المفاوضات وليست قبل أن تبدأ خوفا من انهيارها".
من جانبها، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة إن "الإدارة الأميركية طلبت رسميا من الاتحاد الأوروبى العمل معها لإقناع إسرائيل بالبحث عن صيغة ملائمة للخروج من إشكالية تجميد الاستيطان".
وبالفعل فقد دعا الرئيس الأميركى باراك أوباما بنفسه الجمعة إسرائيل إلى تمديد قرار تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أن هذا الملف يشكل "واحدة من نقاط الخلاف الأساسية" بين الجانبين.
يأتى ذلك فى أعقاب تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية والتى أقر فيها فيليب كراولى المتحدث باسم الوزارة بوجود "عقبات مباشرة" أمام مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، متحدثا عن "فترة حاسمة" فى الأسابيع المقبلة، قائلا "إننا أمام عقبات مباشرة نأمل أن نحلها فى الأسبوعين المقبلين".
ويبقى قرار تجميد الاستيطان اليهودى محددا فى 26سبتمبر. وحذر كراولى الفلسطينيين من أن مثل هذا القرار سيعنى نهاية الحوار المباشر الذى بدأ للتو.
ودون الإشارة إلى هذا الملف تحديدا، أوضح كراولى أنه وبهدف "تجاوز التحديات المباشرة"، فإنه يترتب على الطرفين "ربما تكييف المواقف التى اتخذاها علنا بشان المواضيع الأساسية"، مضيفا "لهذا السبب فإن وزيرة الخارجية فى طريقها إلى الشرق الأوسط: لدفع الطرفين".