القدس المحتلة: هددت جماعة تمثل عددا من المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة باسقاط حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية في حال التوقف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الجماعة المعروفة باسم "مجلس يشا" قولها، إنها ستسحب تأييدها للائتلاف الحكومي في حالة ما لم تسمح الحكومة للمستوطنين باستئناف بناء منازل جديدة.
ومن المنتظر أن تنتهي المهلة التي تتعلق بتجميد البناء في المستوطنات في 26 سبتمبر/أيلول الجاري.
ويقول الفلسطينيون إنهم سينسحبون من محادثات السلام إذا استؤنف البناء في المستوطنات.
ويعد "مجلش يشا" كيانا مؤثرا يتمتع بقوة سياسية ويمثل نحو 400 الف إسرائيلي يقيمون في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.
ويؤيد المجلس عادة حكومة الائتلاف اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.
ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في منتجع شرم الشيخ في مصر غدا الثلاثاء بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لبدء جولة جديدة من محادثات السلام.
ويتعرض نتنياهو لضغوط من الولايات المتحدة من أجل تمديد حظر البناء في المستوطنات، بينما يطالبه حلفاؤه السياسيون في الداخل بالسماح باستئناف البناء.
كما ذكر مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق ألأوسط توني بلير أنه لا مجال إطلاقا لتمديد القيود الحالية المفروضة على البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وذكرت تقارير أن نتنياهو أشار إلى أنه سيحد من نطاق البناء المستقبلي.
وأثار بعض الوزراء في الحكومة الاسرائيلية احتمال أن يقتصر البناء على المستوطنات الموجودة في مناطق بالضفة الغربية المحتلة قالت اسرائيل انها تعتزم الاحتفاظ بها في اتفاق مستقبلي لاقامة دولة فلسطينية.
من جانبه قال نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني الى المفاوضات إن البحث في يهودية الدولة الاسرائيلية أمرٌ مرفوضٌ تماماً.
وقال شعث فور وصول الوفد الفلسطيني لشرم الشيخ المصرية إن الموقف الرسمي الفلسطيني لا يزال على حاله من قضية تجميد الاستيطان وإن القيادة الفلسطينية "تصر على التجميد الكامل للاستيطان ولن يتم القبول بأي مقترح جزئي".
وأضاف شعث "هناك تضارب في المواقف الاسرائيلية حول قضية تجميد الاستيطان" مؤكدا ان الجانب الفلسطيني سيطلع عن قرب على حقيقة المواقف الاسرائيلية خلال محادثات شرم الشيخ.
وكشفت حركة "السلام الان" المناهضة للاستيطان عن الإعداد لبناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية بعد 26 سبتمبر/ ايلول وهو موعد انتهاء قرار سابق بتجميد الاستيطان.
وقالت المنظمة الاثنين ان البناء الاستيطاني سيعود في 42 موقعا في الأراضي الفلسطينية و "اذا لم يتم تمديد تجميد البناء، فان المستوطنين يمكنهم نظريا بناء حوالى 13 الف مسكن بدون ان يتطلب ذلك موافقة اضافية من الحكومة".
واضافت " بين هذه الوحدات 2000 وحدة سكنية جاهزة للتشييد فورا، وان هناك 25 الف وحدة سكنية اخرى تمت المصادقة في الماضي على خطط بنائها في المستوطنات غير ان تنفيذها يحتاج الى اذن مسبق من الحكومة".
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية "في اعقاب ما تم تسريبه من الحكومة الاسرائيلية ومن رئيس الحكومة نتنياهو عن عدم اعلان الحكومة تمديد قرار تجميد البناء في الضفة الغربية، فان المستوطنين يستعدون للبدء فورا في عمليات البناء في 42 موقعا في مستوطنات الضفة الغربية".
عباس يصافح نتنياهو بعد الاعلان عن اطلاق المفاوضات المباشرة
كان الفلسطينيون قد هددوا بالانسحاب من محادثات السلام التي استؤنفت مؤخراً إذا لم يتم تمديد العمل بوقف البناء الجزئي في المستوطنات الذي سينتهي سريانه خلال أسبوعين.
ولكن المراقبين يقولون إن مواقف الطرفين تشير إلى وجود مجال للمناورة للحيلولة دون انهيار المحادثات التي من المقرر أن تستأنف
وكانت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد انطلقت في الثالث من هذا الشهر بواشنطن.
وإضافة إلى الخلاف بشأن الاستيطان هناك عدة قضايا شائكة مطروحة على طاولة المفاوضات بينها وضع القدس والأمن وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وسبق ان ادت هذه المسائل الى فشل كل المحاولات التي جرت في الماضي من اجل التوصل الى اتفاق بين الطرفين.